ترك الاحتجاج بمن لم يكن من أهل الضبط وإن عرف بالصلاح دراسة حديثية نقدية مستل من رسالة دكتوراه بعنوان : موانع الجرح والتعديل عند المحدثين دراسة حديثية نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية دار العلوم - جامعة الفيوم

المستخلص

ملخص البحث
علم الجرح والتعديل ونقد الرجال والمتن من أدق فروع علم الحديث، فلا يمكن إتقانه والوقوف على أركانه ومبانيه، إلا من صار على ضرب أولئك الجهابذة من المحدثين النقاد، الذين استطاعوا أن يرسوا قواعد هذا العلم وقوانينه، وأسسه وضوابطه، حتى اشتد عوده، واستقام على أيديهم شكله ورسمه، ومن ثمّ فلا بد من معرفة مناهجهم من التحوط البالغ، والتحري الفائق في نقد الرجال، ومرويات الشيوخ، وكيفية التمييز بين الغث والثمين، فـليس نقد الرواة بالأمر الهين؛ فإن الناقد لا بد أن يكون واسع الإطلاع على الأخبار المروية، عارفًا بأحوال السابقين وطرق الرواية.
وبناءً عليه فقد ترك الأئمة النقاد الاحتجاج برواية من عرف بصلاحه وعبادته، ولم يكن ضابطًا لمروياته، وتعدّدت أقوال المحدثين محذرةً من روايات هذا الصّنف من الرواة، هذا وقد حذّر الجهابذة النقاد من الرواية عن هؤلاء الضعفاء أشد التحذير، وإن كانوا من أهل الزهد والعبادة والورع، لأن هذا العلم دين فلا بد وأن لايؤخذ إلا عن أهله المحدثون الأثبات، أما هؤلاء الذين اشتهروا بين الناس بالزهد والعبادة، فقد تركهم الأئمة النقاد؛ وذلك لأنهم لم يكونوا من أهل الحديث ورواته؛ بسبب سوء حفظهم للأسانيد والمتون، وكثرة روايتهم للأحاديث الموضوعة عن الرواة الثقات الأثبات، فوقعوا في الكذب على سول الله^ من حيث لا يعلمون.

الكلمات الرئيسية