حصـن كيـفا في التاريخ الإسلامي منذ الفتح الإسلامي إلى نهاية دولة المماليك الثانيـة "دراسة تاريخيَّة وحضـــاريَّة" (17-923هـ/638-1517م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة

المستخلص

يُعد حصن كيفاHisn Kayfa الواقع على ضفاف نهر دجلة، من المواقع الإسلامية المهمة التي تعاقبت عليها قوى سياسية كبرى في العصور الوسطى. وقد فُتح الحصن في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ضمن حركة الفتح الإسلامي في العراق، وظل موقعًا ذا أهمية استراتيجية طوال القرون التالية.
في العصر الأموي، أُدرج الحصن ضمن منظومة الثغور الدفاعية، ثم حافظ العباسيون على دوره العسكري في تأمين طرق التجارة والاتصال. ومع القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي، دخل الحصن مرحلة أكثر تعقيدًا، إذ أصبح مسرحًا لصراع ثلاثي بين الأيوبيين والمغول والمماليك.
ففي حين سيطر الأيوبيون على الحصن لفترات، تمكن المغول من بسط نفوذهم عليه بعد سقوط بغداد سنة 656هـ، فدخل في ولائهم وخضع لحكمهم، كما فعلت عدة إمارات محلية اتقاءً لبطشهم. وقد حاولت الدولة المملوكية، خصوصًا في عهد السلطان الظاهر بيبرس، استعادة نفوذها على هذه المناطق، فكان حصن كيفا جزءًا من التنافس غير المباشر بين الطرفين.
ورغم الطابع العسكري والسياسي الواضح، فإن حصن كيفا كان أيضًا مركزًا حضاريًا مزدهرًا، عُرفت فيه الأنشطة العمرانية، وشهد حركة علمية وثقافية وفنية، خاصة في العصور الأيوبية والمملوكية، مما يجعله شاهدًا على التداخل بين القوة والعمران في تاريخ العالم الإسلامي الوسيط.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية