نحو معايير لتدريس العربية لـــ"وارثي اللغة في العالم العربي" عند المستوى الجامعي

نوع المستند : أبحاث علمية محکمة

المؤلف

كلية دار العلوم - جامعة الفيوم

المستخلص

على الرغم من توسع التعليم الأجنبي في العالم العربي في مراحل التعليم الأساسية في الخمسين سنة الأخيرة، وضمور المساحة التي تحتلها العربية في التعليم ما قبل الجامعي في المدارس الدولية وبعض المدارس الخاصة التي تتبنى منهاجًا أجنبيًّا، ومعاينة أجيال من المتعلمين تعاني ضعفًا شديدًا في إنتاج العربية، على نحو قد تسعفهم فيه اللغة الأجنبية في تلبية مواقفهم التواصلية سواء على الجانب الحياتي أو على الجانب الأكاديمي بينما تعجز عربيتهم عن تحقيق هذا التواصل الناجح الفعال- على الرغم من هذا وغيره لم تتحدد هذه الفئة التي تخرجت من هذه المدارس على نحو واضح ضمن فئات المتعلمين في العالم العربي التي ما زالت تصنف في سياق تعليم العربية إلى صنفين لا ثالث لهما هما (متعلمو العربية من الناطقين بغيرها، وأبناء اللغة)، ولهذا سقطت هذه الفئة واسعة الانتشار بين الفئتين السابقتين، وغاب عن أفق البيداغوجيا العربية الأطر الواضحة لتعليمهم أو معايير تعلمهم أو نماذج المحتوى التدريسي الضروري لتنمية مهاراتهم، فَحُشِرُوا حَشْرًا عند تعليمهم مع غير الناطقين بالعربية أحيانًا، وفي أحايين كثيرة أُضيعوا وسط أبناء اللغة ومناهج تعليمهم فعانوا ما عانوه، ولم يتحقق لهم ما كان يرتجى لهم، وخرج بعضهم باتجاهات أكثر سلبية تجاه العربية واستخدامها وآفاق اكتسابها.
وتقدم هذه الورقة البحثية مقاربة لتوصيف هذه الفئة من المتعلمين من واقع خبرة بحثية وتدريسية، وأهم ما تواجهه من تحديات، بالإضافة إلى تصور لمعايير بيداغوجية لتعليمهم وتعلمهم، مع تصور للمحتوى التعليمي الذي يمكن أن يشكل نقلة نوعية في تنمية مهاراتهم، مركزًا الاهتمام على هذه الفئة في مرحلة التعليم الجامعي على سبيل التعيين.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية